أهمية مد جسور التواصل بين الثقافات لتحقيق التفاهم والتقارب الإنساني

Lamia Alsaud
3 min readFeb 5, 2023

صاحبة السمو الملكي الأميرة لمياء بنت ماجد بن سعود آل سعود، الأمين العام لمؤسسة الوليد للإنسانية

صاحبة السمو الملكي الأميرة لمياء بنت ماجد بن سعود آل سعود، الأمين العام لمؤسسة الوليد للإنسانية تتحدّث عن أهمية مد جسور التواصل بين الثقافات لتحقيق التفاهم والتقارب الإنساني وتقول: «منذ بداية مسيرتي المهنية وضعت لنفسي هدفاً شخصياً بتسخير قوة العمل التعاوني لبناء مجتمع أكثر استدامةً، ومرونةً، وتسامحاً، وتضامناً. ولتحقيق هذه الغاية عملت إلى جانب الفريق على مدّ جسور التعاون مع الثقافات الأخرى، إيماناً منّا بأن التواصل الثقافي يسمو فوق الحواجز الجغرافية والتحديات الشخصية والمهنية، موفراً في نهاية المطاف أنظمة الدعم التأسيسية. وبشكل أساسي، يبدأ هذا العمل التعاوني عبر تكوين القيم المشتركة ضمن المنظمات وخارجها لتوليد فوائد مجتمعية مضاعفة

وفي جميع أنحاء العالم، تعمل القطاعات الثقافية والإبداعية على توفير 30 مليون فرصة عمل، وتوليد ما يقارب الـ 2,250 مليار دولار سنويا، 15 مليار منها ناشئة في المملكة العربية السعودية، بمعدل نمو 13% سنويا تسهم في الناتج المحلي الإجمالي

وحاليًا، يمر المشهد الإبداعي والثقافي في المملكة العربية السعودية بفترة من النمو المتسارع والمستدام. فمن المشاركة الأولى للمملكة في بينالي البندقية عام 2011 إلى إطلاقها لـ بينالي الدرعية الأول في المملكة، أصبحت السعودية لاعبا رئيسيا في مشهد الفن المعاصر

ومن الأدلة البارزة على مكانة المملكة في المشهد الثقافي العالمي، احتضانها لـ 6 مواقع تراثية عالمية لليونسكو، مع 10 أخريات في القائمة التمهيدية، وقد توصلت الدورة 44 للجنة التراث العالمي إلى أن المملكة تحتضن أكبر عدد من معالم التراث العالمي لليونسكو في منطقة الخليج. كما تتميز ثقافة المملكة الغنية بتنوع شعبها والقيم الاجتماعية والإسلامية المتأصلة فيه -والتي تشكل أسس الهوية الثقافية الفريدة للمملكة العربية السعودية. وقد شهدنا في الآونة الأخيرة تغيرا ونموا مذهلين في القطاع الثقافي في البلاد، خاصة مع الإعلان عن رؤية 2030، التي أعطت دفعة قوية لتطوير البنية التحتية عبر شتى القطاعات. وهو ما استفاد منه المشهد الفني المستقل في المملكة والذي هو اليوم نقطة جذب دولية. وبفضل السعي الدائم والجهود المستمرة نحو الأفضل، أصبحت المملكة اليوم موطنًا لأول بينالي للفنون الإسلامية في العالم، وهي منصة رائدة لتوثيق التواريخ وصهر الثقافات المتنوعة الغنية في بوتقة واحدة تحت شعار “أول بيت”؛ وذلك في نسخته الافتتاحية

بالنسبة لنا في مؤسسة الوليد للإنسانية، أدت هذه التطورات إلى جانب الفرص والتحديات العالمية المتداخلة إلى التفكر بعمق في كيفية الارتقاء بشراكاتنا ومشاريعنا وعملنا التعاوني لمد جسور التواصل الثقافي إلى مستويات جديدة تماما. وتوصلنا إلى أهمية تحقيق ذلك عبر تسخير قوة التعليم الأكاديمي والثقافي، لذا أطلقنا شبكة الوليد الثقافية لقيادة جهود نشر التسامح والتفاهم والتفاعل بين الثقافات العالمية، في المجالات الاقتصادية والتخصصية والأكاديمية والثقافية، في عصر تشهد فيه المملكة العربية السعودية والعالم تحولاً وتنوعاً كبيراً

وتعد شبكة الوليد الثقافية منصة معرفية عابرة للقارات، تتقاسمها أكثر من سبع مؤسسات تعليمية وثقافية رائدة. لتشكل معا فهما ثقافيا قائما على مناقشة التحركات التاريخية التي دفعت بالتفكير النقدي العالمي واستكشاف دورها فيما يتعلق بالتخصصات والمعتقدات الأخرى. وهو ما يربط المجتمعات بالتحولات التكنولوجية التي نعيشها في عالم اليوم الهجين

وعلى هذا النحو يتوجب على هياكل الحوكمة العمل بشكل شفاف لتوفر إطار قويّ يمكن الرجوع إليه عند معالجة المخاطر والاستفادة بشكل مسؤول من الفرص لإفادة الكيانات الشريكة والمجتمعات ومختلف أصحاب المصلحة. وهو ما يتطلب قاعدة مؤسسية متميزة من الرؤى لبناء نظام أساسي متين للحوكمة المسؤولة والحفاظ عليه، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالدبلوماسية والخطاب بين الثقافات

وعند النظر إلى الطيف الواسع من التخصصات المتداخلة للفنون والثقافة، فنحن أمام إجماع عالمي على أهمية دورها في تعزيز التعليم ورفع الوعي والتسامح والاعتراف بأن النماذج التاريخية التي يحتذى بها في جميع أنحاء العالم هي تلك التي شجعت التنوع والتبادلات الثقافية. واليوم، هناك حاجة واهتمام بالغ بإبراز تراثنا وقيمنا من خلال التعليم والفن والثقافة. وكوننا مؤسسة إنسانية في المقام الأول والأخير فإننا في وضع ممتاز لتقديم الفرص لأولئك الذين قد لا يستطيعون الوصول إلى موارد ملموسة.

بالختام، أودّ الإشارة إلى ان الحوار المشترك متأصل في كل موقع جغرافي ونظام أكاديمي ومؤسسة ثقافية. وهو ما يوفر التعمق في التطورات الثقافية والاجتماعية والتكنولوجية والعلمية الحاصلة في جميع أنحاء العالم، خاصة عند مناقشتها ضمن إطار متسق وتوافقي. كما تلعب المنصات المتخصصة دوراً في تعزيز لغة الخطاب بين الثقافات العمل كقناة لاستكشاف الثقافات والأديان والمعتقدات المختلفة وتقريب وجهات النظر وتعزيز التفاهم الشامل»

--

--

Lamia Alsaud

Secretary General at Alwaleed Philanthropies, Goodwill Ambassador at unhabitat Blessed mom, Passionate writer, a strong believer in #Humanity.