مشاريع بناء القدرات تسهم في توسيع انتشار العمل التطوعي في السعودية بنسبة 47% خلال أقل من عقد

Lamia Alsaud
3 min readDec 12, 2022

بقلم: صاحبة السمو الملكي الأميرة لمياء بنت ماجد بن سعود آل سعود، الأمين العام لمؤسسة الوليد للإنسانية، وأحمد الهنداوي، الأمين العام للمنظمة العالمية للحركة الكشفية

يعتبر التطوع عنصراً أساسياً في المجتمعات الحيوية الراغبة بتوفير الدعم والتمكين لسكانها في كافة المجالات. وخلال العام الماضي بادر حوالي نصف مليون شخص في المملكة العربية السعودية بالتبرع بوقتهم وخبراتهم من أجل خدمة المجتمع، وتوفير الدعم للفئات الأكثر احتياجا، والتصدي للتحديات العالمية مثل التغير المناخي، وإتاحة التعليم للجميع، وتعزيز المساواة بين الجنسين. وقد تركت مثل من هذه المساهمات التطوعية أثراً كبيراً، حيث استفاد أكثر من 42 مليون شخص في المملكة من تفاني هؤلاء الأبطال

ومع مواصلتنا لتوسيع نطاق التأثير ليشمل ما هو أبعد من الاستجابة للأزمات، تبرز الحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى أخذ الإلهام والشغف والحماس من المتطوعين لتقوية نسيج المجتمع المدني. حيث يلعب المتطوعون دوراً أساسياً في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030، الهادفة إلى تعزيز جهود التنمية الاجتماعية وخدمة المجتمع. وبناءً على خبرتنا في الخدمة المجتمعية، تلتزم مؤسسة الوليد للإنسانية والحركة الكشفية العالمية بهذه القضية من خلال توفير فرص مجزية للمتطوعين للمشاركة كمواطنين عالميين نشطين وجعل مجتمعاتهم أماكن أفضل للعيش والعمل والترفيه.

وينتج عن هذا العمل التعاوني أثر استثنائي. فنحن نعمل بشكل وثيق مع جمعية الكشافة العربية السعودية لربط برامج التطوع مع الجامعات السعودية. وبالتالي، نجحنا بإشراك المزيد من الشباب والمتطوعين في التعليم من أجل التنمية المستدامة. ومن بين هذه الأنشطة مشروعنا مع جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن وجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل وجامعة الملك خالد لتمكين الجيل القادم من القادة المتطوعين في مجال الكشافة. ويهدف المشروع إلى إشراك 500 من الكشافة وإحداث أثر إيجابي على 100 ألف شاب، ومن المتوقع أن تشارك المزيد من الجامعات في هذا المشروع في المستقبل القريب. وسيتيح نجاح هذه المبادرة توسيع نطاقها، حيث تتطلع وزارة التعليم حالياً إلى إضافة التطوع إلى مناهج المدارس الثانوية في المملكة، في حين وضعت الجامعات التطوع لعدد محدد من الساعات كشرط للتخرج

وإلى جانب تزايد شعبية العمل التطوعي في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، ارتفع عدد المتطوعين الكشفيين بنسبة 47% خلال أقل من عقد. ويعود الفضل في ظهور اتجاهات مماثلة جزئياً إلى برامج الكشافة التي ترعاها مؤسسة الوليد للإنسانية مع التركيز على البلدان العربية والأفريقية. وتشجع هذه المبادرة الشباب في المملكة وبقية العالم على ريادة الأعمال والمشاريع المجتمعية استجابة لقضايا محلية محددة تواجه مجتمعاتهم. ومن خلالها تم توفير الدعم إلى أكثر من 200 مشروع لبناء القدرات على المستوى الوطني في المناطق العربية والأفريقية، بهدف ضمان مشاركة المزيد من الشباب في اتخاذ إجراءات تحقيق أهداف التنمية المستدامة

ومن بين الدول العربية، تعتبر المملكة العربية السعودية الدولة العربية الوحيدة التي أجرت إحصاءات وطنية في المجال التطوعي، وبذلك تنضم إلى 23 دولة أخرى حول العالم بناءً على تقرير الأمم المتحدة عن حالة العمل التطوعي لعام 2022. ومع سيطرة شريحة الشباب على التركيبة السكانية باعتبار أن حوالى 40% من سكان المملكة هم دون سن 25 عاماً، فإن تعزيز العمل التطوعي، خصوصاً بين الشباب، يعد أمراً بالغ الأهمية في إرساء الأساس لمجتمع أكثر تعاطفاً وشمولية. ويمكن لتفاني المتطوعين ومشاركة خبراتهم وجهودهم تحقيق أثر بالغ، إضافة إلى تشجيع الآخرين على المشاركة في تقوية نسيج المجتمع المدني. ومن خلال تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وخطة التنمية المستدامة لعام 2030، علينا الاستمرار في تسخير قوة المتطوعين وحث الشباب على خدمة مجتمعاتهم لبناء عالم أفضل للجميع

--

--

Lamia Alsaud

Secretary General at Alwaleed Philanthropies, Goodwill Ambassador at unhabitat Blessed mom, Passionate writer, a strong believer in #Humanity.